ما يدعو القوم إلى التضامن والإتحاد كثير إلا أن أول الأشياء في المجتمعات والتي تدعوا إلى هذا الأمر هي إقامة الحفلات بمختلف تلاوينها وحضورها، فليس هناك أمة في العالم بأسره ولا تحتفل بأعياد لها فيجتمع فيها العامة فيلهون ويتسامرون،ويجتمع فيها التجار فيبيعون ويشترون، ويجتمع فيها الملوك والسلاطين والأعيان فيشاهدون و يفرحون بعدد ما يحيط بهم من رعايا أو مواطنين، وكثيرا ما تتاخذ الأمة ذكرى بعض الحوادث الهامة التاريخية أو ذكرى رجالها العظام المشهورين كأيام يجب أن لا تنسى لذلك يتم الإحتفال بها، فالأمة التي تحتفل وتكثر فيها الإحتفالات أمة قوية متيقضة سائرة نحو التقدم ومن بين أهم ما يحتفل به الناس في مختلف توجهاتهم وفي مختلف الأمم في العالم، ما يمكن أن نسميه بالرابطة الزوجية.
الإحتفال بالرابطة الزوجية عادة أممية
إن إقامة الناس للأفراح عند الزواج وفي جميع الممالك والأمم، لهو ذليل على عظمة هذا الحدث، وما يدل على ذلك أكثر هو تنافس الأمم على تخصيص العادات التقاليد التي تميزهم عن الأخرين ، وفي ذلك معنى مميز ودال على الإهتمام والإحتفاء بعقد الرابطة الزوجية، وكذلك إعلان عمومي بالإتحاد بين كائنين إجتماعيا ثقافيا وكيانا .
المقصد من الإحتفال بالرابطة الزوجية
في بعض الأمم يعتبر هذا الفعل سبيلا من أجل حماية أحد الزوجين من الطرف الأخر سواء كان الزوجة أو الزوج من إنكار الرابطة الزوجية، فيتعتبر الإحتفالا محبوبا لهذا الأمر ذاته، خاصة إذا كان بعيد عن الإسراف والتبذير. فالمهم هو إظهار أهمية هذا العقد لا التفاخر بمال والملبس، بل الدعوة إلى المحبة والصدق، بين الناس فيتعودون بذلك على التضامن والتعاون.
كيفية الإحتفال بالرابطة الزوجية
يكفي أنْ يدعو الرَّجل أصدقاءه، ولو على شرب القهوة والشاي، ويتسامرون فيما يُرقِّي شأنهم جميعا، ويعود بالفائدة عليهم وعلى العروسين
فدعوة الرجل لأصدقائه، حتى ولو على كأس من القهوة والشاي، ويتسامرون على ما يهمهم ويفيدهم في حياتهم اليومية ويعود على العروسين بالفائدة.
إن أغلبية الناس الذين يحتفلون بالرابطة الزوجية، في وقتنا الحالي لا يأخدون بالأساس أي تودد أو مؤاخاة ولكن الأمر يتطور في كثير من الأحيان ليصبح تنافسا وتحاسدا.
من المسلم أن المال لا يرفع وضيعا و لا يضع رفيعا إذا ما كانت النفس تواقة للعلى مهتمة بالفضائل و القيم السامية، فبذلك نترفع عن التفاخر بما لدينا ونظهر لأصدقائنا الحب والوفاء والإمتنان، عبر الظهور أمامهم بمثل ملابسهم ومثل عاداتهم وتقاليديهم، فنحفظ بذلك ثروتنا ونزداد رفعة في عيونهم.
فالمؤخاة مانع أساسي لنا من التحاسد والتباغض كيفما كان نوعه، فالإحتفال الصحيح بالرابطة الزوجية أو أي مناسبة كيفما كانت ستكون من الأسباب المؤدية للتعاون والإتحاد والرقي، خاصة إن لم يشبها تفاخر باللباس والمال والولد كما يحصل الأن وكما سبق أن قلنا في الفقرات السابقة، فلو إتفقنا عن مستوى لباس معين في الحفلات وتزينت النساء بالقليل من الحلي وحاولنا نبذ الفروق بين الرجال في الأبهة فلازال التنافر بين الأحبة وأصبح في محله حب ووئام وتآزر وإتحاد، رغم أننا في الكثير من الأحيان ما نهمل هذا الأمر ونجعله من ثانويات الأمور فلا يخرج البعض من الحفل إلا بتسفيه لأخيه والإنتقاص منه ولا تخرج الفتاة من الحفل إلا وتذم لباس مثيلاتها وتنتقص من ذوقهن، فيغتاب كل واحد بذلك الأخر محبة في ظهور النفس وأبهتها في مقابل الأخر وهذا ما لا يجب أن يكون في الحفالات والإحتفالات بالأحداث والأعياد
البذل في الإحتفال من الكسب
إن الإحتفال من أموال الكسب، يحث الشباب على العمل وعلى عدم التواكل على الغير خاصا في الزواج إذ أن العمل قبل الرابطة الزوجية يدفع الشاب في بذل الجهد في إكتساب مال يدفع لفتاة يحرص كل الحرص عليها كما يحرص على المال الذي كسبه، وكل الأمر في جميع الإحتفالات فالمال المكسوب يضفي حرصا على نجاح الحفل و محاولة تصفيته من الشوائب والميوعات التي تؤدي به إلى الفشل، فالإحتفال من مكسب المال يدفع المنظم إلى الحفاظ على حفله كما يحافظ على ماله.
تعليقات
إرسال تعليق
ما رأيك بالموضوع الذي قرأته للتو