منتهكين بذلك قانون الشعب وإرادته وأنكم من وضعتم الأصفاد في يد الشرعية وكبلتموها وأسكتتم حناجر بدت لكم أنها ستعيق مساركم نحو السلطة
نعم يأبني هذا صحيح
أيعني هذا أنكم مجرمين وقتلة إذا
نعم يا ابني نحن كذلك ''والاعتراف بالخطاء فضيلة "
كيف ذلك يا سيدي
هي حتمية القانون وإرادة القدر يأبني والتي أعادت التاريخ إلى نصابه ومجراه
والمستقبل سيحتفي بذكر هذه الجرائم وسيدق الطبول لأننا كنا مجرمين
وما الذي يجعلك متأكدا من هذا
بكل بساطة يأبني إنه الشعب العربي
فمن ترعرع في حضني أمه حتى يبلغ أشده لن تحلى له الحياة إلا بالرجوع إلى الحضن أو ليس الحنين إلى خبز الأم فطرة
إنه الحنين .... والعاطفة كثيرا ما تنتصر على العقلانية
الشعب المصري والعربي قد ترعرعوا في كفن وحضن الاسترقاق والعبودية والقهر والذل تحت ظلالها ينعمون فكيف أن يتخلوا عنها بهذه السهولة إنه الحنين إلى حضن الام يأبني ...
وهكذا انتهى الحوار
وفعلا هذا ما حصل . ذقت كل طبول الفرح احتفالا بجرائم الفاتح مالك مفاتيح جمهورية خوفو
ولا يمكن للفرد سوى الاندهاش بالسرعة وللخفة التي تحولت بها الدراما المصرية من إرادة الشعب إلى صوت حليمة وإرادة حليمة لتعود بذلك حليمة لعادتها القديمة
فيعود الرجل المناسب إلى المكان الغير مناسب وينصب الرجل الغير المناسب في المكان الغير المناسب،،،
ليبدأ تقسيم الأدوار وتلميع الأحدية على لسان أحد محترفي التلميع بالإعلام المصري "إن لم تصوتوا على الفاتح فأنتو متخليفين" "انتو شعب لازم ينضرب بالجزام على نافخوا،،،"
لينطلق بذلك مسلسل الرعب على أبناء الكنانة
وأخدت جمهورية خوفو العظيمة في تكوين فكرة الخوف والرهب والنار وتشويه صور وتلميع أخرى وأصبحت الصورة تمر من بوابة المونتاج والإخراج قبل أن تصل إلينا فكانت للعبة الإخراج والمونتاج تأثيرا حاسما على المشهد العام يليق بالحدث ليعود الإعلام مرة أخرى إلى حضن العسكر ويعلن عودة جمهورية خوفو
إستطلاع رأي على جريدة مصرية بعنوان "كيف تناول الإعلام معركة الإنتخابات" |
"إن اللحية . الله أكبر " أكبر عدو لكم يا أبناء مصر وأن السماء ستمطر عليكم الدماء،،، أو ليست اللحية من عمل الشيطان نحن النعيم نحن الاستقرار نحن الأمان مصر ليست في أيادي أمنة بل في أيادي اللحية رعب وخراب هم قتلوا ونابوا واغتصبوا وسرقوا لا يعرفون للإله طريقا أرادو بنا الهلاك
أصوليين لا يعلمون شيئا سوى المرأة فتنة لا للمرأة أقتلوا النساء لا للنساء نعم للحية وللخيام
إنهم يدعوننا لدين جديد يخلوا من الويسكي والفايسبوك و التويتر ،،، إنه لا فسق عظيم
كما يسعون لإخراجكم من ملتكم بالماء والكهرباء لكل بيت بيت و دار دار إنه مخططهم العظيم الذي كشف عنه ويكليكس من أجل السيطرة على العالم أنتم الأن أحرار أعلنوها و قولوا لا نريد مياه الإخوان نعم لنيل وبركاته ولا لكهرباء الإخوان نحن شعب يجتمع على أضواء الشموع أين حقكم يا شباب من "الشاط مع اليتيز والموز" ثوروا يا شباب هذه ثورتكم
وهكذا بدأ الإعلام في إستدخال صور الخوف في نفوس عموم الجماهير من راديكالية اللحية
"تمنيت يوما أن أشاهد لحى لمفردها تنفجر (لا يمكن استغباء الناس)
لتبدأ الاتواأت الإعلام و انحرافاتها بشتى أنواعها لتزف إلى مسامع الشعب المصري خبرا عن رجل يدعي التقوى والنور على أنه نبي من رب العالمين ( فغفلوا أن الإسراف والخداع هي جزء من طريقة العمل العسكري ) لينطلق في رحلته دفاعا عن نبيه بالسب والشتم كل من له نية معارضته
وهذا النبي وهذا الإنسان السامي المنقذ الذي يحمل الخلاص لشعب أعلن إخلاصه للاسترقاق ليطلق بذلك الإعلان أطول و أنجح دراما عبر تاريخه الطويل،،، وتبعا استراتيجياتهم المتبعة المبنية أساسا عن السيطرة الشاملة لإعادة بريقها المتأصل من حيث النشأة "جمهورية العسكر" وإخضاع الشعب إلى قوة السلاح و تنويم الحراك الاجتماعي وتحجيره قصد الاستيلاء على العمل وإعلان خدمة الشعب المحكوم عليه،،، و اعداده اعدادا جيدا للإنجاح العمليات القيصرية قصد انتاج عقم جماعي يقف امام ولدة حراك محتمل ضد النبي الاعلام المختار
لتكون اخر وصياه ان يهاجموا عقول عامة الجماهير و نشر الفوضى والاكاذيب المضللة فالشعب ضرير "بأعينهم يسمعون وبأذنهم ناظرون " ( محدش فاهم حاجة )
وبهذا المنحى تمكن الاعلام ان يقوض قوة الشعب تحث شعار " اما ان ترقص مع لليلى علوي او تكون ارهابيا " وبذلك وضع اليد على السلطة
فاصبح الاعلام سياسية كبرى لكيفية اعداد الشعب اعدادا جيدا للعبودية
و في ضوء ما قيل وبعد التفاؤلية التي اصابت الشارع المصري والعربي بعد الثورة وما جادت به صناديق النتائج الا ان لفداحة الشعور اصابنا الضياع لتنهار الاحلام كما ينهار الجليد ليؤكد التاريخ على ان الشعب الذي يترعرع في احضان الذل يموت ذليلا وضيعا ……… وبهذا رجعت لكم من جديد جمهورية خوفوا
بقلم يسن بوشوار .
تعليقات
إرسال تعليق
ما رأيك بالموضوع الذي قرأته للتو