IV الأسرة والأزمة
لقد إرتئينا في هذا الشق من المعالجة إلى الحديث عن الأسرة ومشاكلها السوسيوإقتصادية؛
إن ولوج الأنثى لسوق الشغل وتوفرها على دخل قاري، إنما ساهم في منافستها للذكر حول الدور الرئيسي الذي يشغله سابقا.كما أن هذا التحول على المستوى الإقتصادي صاحبته تغيرات عميقة مست بدورها الجانب الإجتماعي للأسرة؛ فكما تم تغيير الأدوار التقليدية بين
الذكر والأنثى تم تبديل جملة من المعطيات من قبيل أشكال التفاعل،فهنا يمكنننا الوقوف عند لمحة صغيرة من تاريخ الأسرة؛ كماهو معلوم ان الأسرة في ظل حكم الذكر (الأخ+الأب+الجد) تميزت بنوع من الصرامة في التعامل سواء مع هياكلها الداخلية ومتغيراتها وحتى مع أفرادها؛فالحديث عن نوع من التفاهم في ذاك الوسط فقد كان مستبعدا وجل الحالات تتميز بالقرارات الفوقية، فمع تحول الأدوار وتغير الهياكل التقليدية للأسرة صاحبه تبديلات عديدة وتغيرت بدورها أشكال التفاعل الأسري بين الأبناء والآباء، كما تم التخلص من الأسر الممتدة بإعتبارها شكل من أشكال الحياة البدائية وتم التوجه بشكل سريع نحو التخصص.
فنحن الآن أمام صراع واضح حول مقاليد السلطة في الأسرة المروكية، القروية منها بالخصوص ومن بين الإشارات التي تفرض نفسها كإجابة مرحلية حول هذه الإشكالية يمكن الحديث عن اختفاء الأشكال –الأولية- التي تفرض التوازن في الحياة اليومية للأسرة.
إن الأسرة كجزء من النسق إنما كان عليها الاستجابة لمتطلبات العصر والمتغيرات الحالية، فكما شهدت الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وحتى الثقافية تغييرا واضحا كان من المحتم أن تشهد الأسرة بدورها جملة من التغيرات وإستدخالات واستطرادات كنوع من الاستجابة. وهذا ما أكدته المحطات التاريخية اللاحقة.
تعليقات
إرسال تعليق
ما رأيك بالموضوع الذي قرأته للتو