III. الأسرة وصراع الأدوار
1) الأسرة ومراحل تطورهالقد تميز معطى الأسرة بديناميكية قوية جعلتها مواكبة لتغيرات الأزمنة، فكما إتضح أن الأسرة قد مرت منذ أوائل ظهورها من عدة محطات؛ فهناك الأسر الأبيسية والأميسية وهناك نموذج أسر اليوم حيث تمكننا إلى حد ما من الحديث عن تساوي مكان الأب بالأم،
إن تطبيق هذه المعادلة والواقع المعاش سيضعنا أمام التقسيم التالي؛ الأسرة الأميسية قد ظهرت في المجتمعات –القروية- الأولى ثم تلتها
الأسرة الأبيسية في نفس الفترة وإنقلاب هذه الأدوار إنما يمكن إرجاع سببه الأصلي إلى ظهور الديانات فهي التي عملت على تقسيم المجال بين الذكر والأنثى.في حين تأتي مرحلة تساوي الأدوار والتي تعبر إلى حد ما عن المجتمع الحضري؛ فإنتقال الإنسان من وضعيات تقليدية 'قرى' إلى وضعيات متقدمة إلى درجة ما 'مدن' فرض على نسق الأسرة الخضوع لهذه التغيرات المجتمعية، لهذا أقول أنه على الأقل الأسرة كجزء في بنية عامة 'المجتمع' تتأثر به ويؤثر فيها.
في هذا الإطار ارتأيت إلى الإشارة إلى دور التصنيع في إحداث تغيرات عميقة في أدوار الأسرة وكما هو معلوم أن هذه الظاهرة 'التصنيع' مرتبطة إلى أقصى الحدود بالظاهرة الحضرية فإنها من بين الأسباب التي ساهمت في إنتقال الأسرة في وضعها الراهن خصوصا في ظل العيش الحضري في أقطار المدن،حيث أن التغيير الأسري مرتبط بجزء كبير منه بالإقتصاد الصناعي3
2) مكانة الضمير الذكوري في بنية الأسرة 'التقليدية'إن رؤية المركزية الذكورية تفرض نفسها كأنها أداة محايدة ليست بحاجة أن تعلن نفسها، والنظام الإجتماعي كآلة رمزية تهدف إلى المصادقة على الهيمنة الذكورية التي يتأسس عليها هذا النظام .4
هذا الحديث يضعنا أمام إستنتاجات مهمة كفيلة بتحليل هذا الكلام، فالتطرق لخبايا النظام الأسري لم يكن يوما من السهولة بمكان، حيث ان فهم هذه القضايا متعلق أساسا بالغوص في جميع مناحي الحياة اليومية الأسرية وأيضا الإطلاع على الدراسات الأساسية التي تناولت هذه المواضيع والوقوف على أوجه الإختلاف بينها.
إن مكانة الضمير الذكوري في بنية العائلات قد يبدو أمرا بديهيا لأنه يشتغل عبر آليات تكسبه طابع العادوية 'بديهي' مثال ذلك ارتأيت الحديث عن معطى تقسيم العمل في الأسرة وهذا التقسيم في جله يرتكز حول؛ تقسيم جنسي5 من خلال ربط الأعمال الشاقة بضمير المذكر والعكس بالرغم من عدم وجود دراسة تؤكد هزالة البنية الجسدية لضمير المؤنث والتي تخولها عدم القيام بالأعمال الشاقة.
3- السيد الحسيني،مفاهيم علم الإجتماع ص78
4- بيار بورديو الهيمنة الذكورية،ص27 ترجمة سلمان قعفراني
5 - نفس المرجع
بقلم : أنير أحمد أبودرار .
شكرا على الافادة
ردحذفموضوع شيق أخي بالتوفيق
ردحذفأنت مفخرة لطلبة السوسيولجيا