إن المقاربة العلمية لأي موضوع ذات أبعاد إجتماعية أو إنسانية تستلزم الإلمام ببضع من جوانبه على الأقل؛ ذلك أن غيابها من شأنه أن يجعل الباحث على وجه العموم يسبح في موجة من طرح تساؤلات ذات بعد فلسفي, لذلك فإنه لابد من حذر منهجي إبستيمولوجي يتسلح به الباحث قصد تناول هكذا موضوع. ونحن هنا بصدد التطرق لموضوع ذات حيوية ودينامكية عالية، فإنه لابد من حذر معرفي وقلق
فكري يصاحب المعالجة القائمة لموضوع الدراسة؛ بالتالي فإننا هنا نجد أنفسنا أمام ضرورة ملحة تفرض علينا إيجاد حلقة من الإجابة العلمية قصد إزالة بعض العتمة حول هذا المعطى كمدخل عام لتناوله؛
II. تعريف
الأسرة بتعبير بسيط وأدق هي لب المجتمع ومحور العلاقات خصوصا الأولية منها، فهي تعني الدرع الحصينة ويطلق هذا الإسم على كل جماعة ترتبط بين أعضائها في أمر مشترك [1].
كما تتميز بكونها مصدر رئيسي للعلاقات سواء القائمة على رابطة الدم أو الصهر.
الأسرة وكما يستعملها عدد من الباحثين هي نواة تشكل وحدة إستهلاكية وأيضا خلصت بعض الدراسات في كون الأسرة هي منتجة الدرية. وكما يبدوا فهذه الدراسات تبقى حبيسة الزوايا التي من خلالها تقام على مفهوم الأسرة.
فالنظرة الموضوعية لمعطى الأسرة تتجاوز ذلك بكثير، صحيح أنها تجمعات بشرية لكن بتعبير أدق، الأسرة هي نسق ديناميكي يتميز بتلبية جملة من الأدوار والوظائف لأفرادها، وهنا يظهر مدى عمقها في بنية المجتمع بإعتبارها أساسه المتين وإستمراره كفيل بالمحافظة على أنساق هذه البنية (الأسرة).
هذه الأخيرة تتشكل تحت رعاية الزواج وذلك على أسس متينة[2].
كما لا ننسى الإشارة إلى بنية الأسرة كمجال خصب للقيم والأخلاق حيث أن أسمى حالات البنية القيمية تظهر في رحاب الأسرة.
[1] -المعجم الوسيط؛دار إحياء الثراث الوطني ص 18
[2] - الرجوع إلى مدونة الأسرة
بقلم : أنير أحمد أبودرار
تعليقات
إرسال تعليق
ما رأيك بالموضوع الذي قرأته للتو